يَا شَاربَ المَاءِ بلّلْ قلبيَ الآنا // إنّيْ أرَىْ القلبَ فيْ عَيْنيكَ ظَمْآنا


ربحي الجوابره/يكتب...............


يَا شَاربَ المَاءِ بلّلْ قلبيَ الآنا // إنّيْ أرَىْ القلبَ فيْ عَيْنيكَ ظَمْآنا 
الحزنُ كأسٌ بكلِ العمرِ نَشربهُ // أضْنَىْ القلوبَ وَخمْرُ المَوتِ رَوّانا
كنّا وروداً وكلّ النّاس تَعرفنا // فكيفَ صارَ الأسىْ فيْ القلبِ أغْصانا
قلْ ليْ أما ترتويِ يا دهرُ من دمِنا // برغمِ ما نلتهُ ما زلتَ عطشانا
فقدْ لبِسنا ثِيابَ الصّبحِ تَسْتُرنا // حتّى أتى الليلُ فوقَ الدَّربِ عُرْيانا
هبَّتْ على الأرضِ ريحُ الليلِ عَاصِفةً // والقلبُ أضْحى من الأجواءِ بَردانا 
فتخلعُ الوردَ فوقَ الأرضِ زينتَهُ // من بعدِ ما كانَ ثوبُ الأرضِ ريحانا 
والأرضُ أضحتْ خريفاً والثَّرى يَبِسٌ // فصارَ ينشدُ ثغرُ الأرضِ أشجانا
حتَّى تقوَّسَ قلبُ النَّاسِ منْ وجَعٍ // والعقلُ صَارَ من الأوجاعِ حَيرانا 
يا دهرُ مَهلاً بطونُ النَّاس فارغةُ // فصار قلبُ الورى بالحزنِ ملآنا
أينَ الضّميرُ انطوى قد كان يُبصرنا // والآن صار جميعُ النَّاس عميانا
فلمْ يعدْ فيْ سبيل القلبِ من أملٍ // إنَّ الذي مرَّ فوق القلبِ ينسانا
نقلّبُ الوقتَ والسَّاعاتُ راجفةٌ // حتّى انبرى الحزنُ في الأعماقِ أزمانا
لا فرجةٌ تحتَ جنحِ الليلِ تُنْقذُنا // ولمْ يزرنا ضياءُ الشَّمس أحيانا 
لقدْ منحنا قلوبَ النَّاس من دمنا // فما رأينا من الإنسان إحْسانا
حتّى سَبحنا بحورَ الأرض قاطبة ً // وكلّ بحرٍ بشطّ الموتِ أرْسانا
والليلُ يطوي الضحى في الأرض من ظُلَمٍ // حتَّى مضى العمرُ في الأعماق أحزانا
لمّا ارتوى النَّاس من كاسات روضتنا // من كأسهِ المرّ إن الدّهر أسقانا

ليست هناك تعليقات