فمن الفراتِ تدفَّقَ التِّرياقُ

الشاعر صالح الحاج / يكتب
...........
 
حانَ القِطافُ وأينعَ الدرَّاقُ
والخَوخُ لوَّحَ خدُّه البرَّاقُ
وتنهدَ الرمانُ فوقَ غصونهِ
تنهيدةً رقَّتْ لها الأشواقُ
والتِّينُ يقطرُ شهدهُ من ثغرهِ
عسلاً مصفى والَّلما توَّاقُ
والفستقُ الحلبيُّ يأسرُ لونهُ
نحو الشِّفاهِ تسمرتْ أحداقُ
واللوزُ يضحكُ قد علتهُ مسرَّةً
يغري الملاحَ لِلُبِّهِ تنساقُ
للهِ درُّكَ يا هوى ذوبتنا
عندَ المواسمِ يسكرُ العشَّاقُ
هذي الجنائنُ أغدقتْ بثمارها
وأنا بوجديْ هائمٌ مشتاقُ
أصبو إلى تِلكَ الجنانِ بلهفةٍ
أخشى يعيثُ بأرضها السُّماقُ
أجنيْ مواسمَ أحرفي من رَقَّتيْ
فمنَ الفراتِ تدفَّقَ التِّرياقُ
وكأنَّنيْ أختالُ في جنباتها
فأرى الجمالَ تباركَ الخلَّاقُ
ما زال عهدي بالفراتِ موثَّقاً
في أرضِهِ تتشكلُ الأشواقُ
................
بقلم الشاعر صالح الحاج

ليست هناك تعليقات