الكنز الهائل

مصطفى الحاج حسين/يكتب.................
الكنز الهائل ...
إلى من أهدتني خصلة من شعرها.
في المشفى أراقبكِ
وأنتِ على سريرِ القلب
أغافلُ حرّاسكِ
لأدعو لكِ بالعافية .. والحريّة
فجأة ..
أنتبه .. وعيوني تقف على بعدٍ
شعرة من جدائلكِ تسقط
فيخفق قلبي بشدةٍ
ترتبك خلايا روحي .. وتتعرّق
ترتعش أنفاس أصابعي
أقتربُ ..
وبحذرٍ شديدٍ
وعلى حين غرّة
أتذرع بالانحناءِ
وبشغفٍ مضطرب
ألتقط الشّعرة
أختطفها .. كنزي الثّمين
أتحيّن فرصة الهرب
وطوال الطريق عبثاً أحاول
خفض دقات قلبي
أجتاز الممرات بسرعةٍ قصوى
أقفز الدرج كقطٍ مذعورٍ
أعبر البوابة كالبرقِ
أتلفّت .. أنا وحواسي
أوقف سيّارة أجرة
وبصعوبةٍ ..
ومن خلال لهاثي .. أكلّم السائق
أراقبُ ..
لأتأكد .. أن لا أحد يتتبعني
وقلبي يتقافز كأرنبٍ طوال الطريق
والطريق يعاكسني .. يمتدّ
لا ينوي على الانتهاء
على عجلٍ أدفع للسائقِ
أثبُ مع فرحتي فوق الدّرج
أصعد للطابق الثالثِ
وبيدٍ مرتعشةٍ أفتح الباب
أتأكد .. من قفلِ الباب خلفي
أدلفُ إلى غرفةِ النومِ
أوقدُ كلّ ماعندي من مصابيح
أبسمل ..
وتمتدّ أصابعي المرتجفة إلى جيبي
أخرج الشّعرة بتؤدة
برفقٍ وغبطةٍ
وحين تستقر براحة كفّي
تتنشقها مسامات شوقي
يلتهمها حنيني
تعانقها دمعتي
أتأملها بهلوسة
أدغدغ بطرفها خدّي
أمرغها على شفتيّ
أحتضن ما يصدر عنها من وهجٍ
أتلمّسها بخشوعٍ
أمسّد على عطرها .. بحنانٍ
أتركها تلامس عنقي
وأبكي لبعض الوقت
ثمّ أكلّمها عن حبّي
وأقرأ لها
آخر ماكتبتُ من قصائدٍ
وبرفقٍ أحتضنها
حتى تغفو
أمدّدها على وسادتي
عروس لهفتي الصاخبة
ستنام معي
طوال موتي .
شعر : مصطفى الحاج حسين .
١٩/١١/٢٠١٦

ليست هناك تعليقات