الرفيق


عزة عبد المنعم /تكتب...............
الرفيق
لم يرد إسم الله الرفيق في القرآن الكريم ، و لكن ورد في السنة النبوية ، فقد روي البخاري ومسلم و غيرهما عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال يا عائشة : إن الله رفيق يحب الرفق ، و يعطي علي الرفق ما لا يعطي علي العنف ، و ما لا يعطي علي ما سواه .
الرفيق في اللغة من صيغ المبالغة ، علي وزن فعيل بمعني فاعل ، فعله رفق يرفق رفقا ، و الرفق اللطف ، و هو ضد العنف ، و يعني لين الجانب ، و طيب الفعل .
و الرفيق سبحانه وتعالى هو اللطيف بعباده ، القريب منهم ، يغفر ذنوبهم ، و يتوب عليهم ، و لا يعجل بالعقوبة ، بل يمهل ، و يغفر ، و ييسر أسبابهم ، و قدر أرزاقهم و هداهم لما يصلحهم ، ف نعمته عليهم سابغة ، و حكمته فيهم بالغة ، يحب عباده الموحدين ، و يتقبل صالح أعمالهم ، و يقربهم ، و ينصرهم علي عدوهم ، و يعاملهم بعطف و رحمة و إحسان ، و يدعو من خالفه الي التوبة و الإيمان ، و يحاسب المؤمنين بفضله ، و رحمته ، و يحاسب المخالفين بعدله ، و حكمته ، ترغيبا لهم في توحيده ، و عبادته ، و حلما منه ، ليدخلوا في طاعته ، يتابع عباده في حركاتهم ، و سكناتهم ، و يتولاهم في حلهم ، و ترحالهم بمعية عامة بالعلم و المراقبة ، و معية خاصة للمؤمنين بالحفظ و التأييد .
و تخلق العبد بموجب هذا الإسم يتجلى في رفقه بخلق الله تعالي ، بأن يحب للعاصي التوبة ، و المغفرة ، و للمطيع الثبات ، و حسن المنزلة ، و يلين مع البعيد كما يلين مع أقرب الناس إليه ، و يتحلي بحسن الخلق ، و يضبط قوة الغضب ، و قوة الشهوة ، و يكون وسطا بين العنف ، و اللين ، كما في سائر الأخلاق ، و يكرم اليتيم ، و ينيل السائل ، و لو بعض النوال ، و إذا رده ، فليرده برفق ، و يأخذ تلاميذه بالرفق ، فيتدرج في تعليمهم من السهل الي الصعب ، و يأخذ نفسه بالرفق في العبادة ، و يرفق بزوجته و أولاده ، و أجرائه ، بل و يرفق بالحيوانات ، فلا يحملها ما لا تطيق .
اللهم يا ربنا الرفيق ... نسألك صدق العبودية لك و حسن التخلق بمعاني إسمك الرفيق
عزة عبدالنعيم

ليست هناك تعليقات