(يوم مولده)



بقلم/أحمد مدحت جعفر

حانت ولادته فعزَّ أوان 
واختال من شرف المخاض مكان

===
وارتج من فزع هناك بفارسٍ 
قصرٌ و حلق في الربوع هوان
----
خارت قوي أركانه و تصدعت 
فانهار من وهن له الإيوان
----
والنار بعد تسعُّرٍ قد أُخمدت 
فيها فليست تعبد النيران
----
والماء غيض فلا يري جريانه 
في أرض ساوة و انتهي الدفقان
----
فلقد بدا في الكون نور محمد 
ليشع في كل الد نا الإيمان
----
عرس علي ظهر البسيطة حاشد 
فالشأن من بعد الولادة شان
----
فإذا السماء مباهج علوية 
وإذا الفيافي والقِفار جنان
----
وإذا الوجود توحدت لهجاته 
وترنم القمري و الكروان
----
فعلي ذري التوحيد شيد بناؤه 
وله العوالم حجة و لسان
----
والشرك منتزع البقاء فقد هوي 
عرش الضلالة و انزوي الهذيان
----
أكرم بيوم رافقته عجائب 
فمصدق و مكذب و عوان
----
ان لم يكن لليوم من ارهاصةٍ 
فلمن يري بقدومه الايذان
----
فلقد بدا قبل الولادة نجمه 
وتوجس الرهبان و الكهان
----
وتعجبت رغم الفجيعة أمه 
فبرغم أحزان الفراق رِزان
----
فأبوه ميت والوفاة مصيبة 
والدمع من عظم البلاء قنان
----
فتألمت من حسها وتحيرت 
ماراقها فهم له وبيان
----
حتي استقر النور في أحشائها 
فوعت و قرَّت وانمحي الوهجان
----
ورأت شعاعاً نافذاً متلالئاً 
ضاءت له الأنحاء والأزمان
----
ما راعها مثل الحوامل حمله 
بل راحة وسكينة وأمان
----
واستأنست قبل المخاض باسمه 
ولإسمه جٌمعت خصال حسان
----
فمحمدٌ إسم تفرد بينهم 
لم تألف الشيبان والولدان
----
حتي إذا اكتملت بشائر وضعه 
والكون من شوق اللقا يزدان
----
هجمت علي البلد الحرام عصابة 
فيل يُساقُ وعسكر وسِنان
----
يرجون هدم البيت من حنق بهم 
ويقود خيبة سعيهم شيطان
----
لكن رب البيت أرسل جنده 
فالقوم خزي والحصاد هوان
----
طيرا يحلق في السماء سلاحه 
حجر له بين الحشود قران
----
وكأن أبرهة وقصة قهره 
للناس طراً كانت الإعلان
----
أن المكان مهيأٌ لقدومه 
وبأن بيت الله فيه مُصان
----
وبأن من يأتي إليه منبأ 
هو سيد وممكن ومعان
------
دكتور/أحمد مدحت جعفر

ليست هناك تعليقات