كي .. لا يلعنكِ القمر ..


بقلم
مصطفى الحاج حسين

العمرُ ولّى الأدبار !!
راحَ عنّي بعيداً
تركني أتخبّطُ بأحزاني
أسرابُ الأماني تاهت
في قاعِ الدّمِ
والنارُ اندلعت في أحشاءِ الوقتِ
تنوءُ النسمةُ بآهاتي
والوجعُ يختطفُ خُطُواتي
لا أُبصرُ الدّربَ لأشواقي
لا أدري
أينَ أدفنُ رمادَ ضحكتي ؟!
ضاعت منّي أوردةُ الضّوءِ
ماذا تبقّى من أوراقٍ ؟!
في دفترِ العمرِ
لأودِعَ فيها أشعاري
سأكتبُ عن حبٍ
أمقتُهُ
فيهِ الحنينُ مُفتَرَسً !!
على جذعِ وحشتِهِ
الأملُ مصلوبً
وعلى جدرانِ هشيمِهِ
كتبَ بأحرفٍ من برق
سَيُهلَكُ العاشقُ
إن دخلَ
وسيصلى بالبردِ
لو ظلّ ينتظرُ
لا ماءَ في الكوثر
ليتوضّأَ قلبي منهُ
لا ندى
على شفاهِ الصبحِ
لا لغةَ
في قصيدةِ الغيمِ
على المفارقِ انتحرَتِ الطّرُقات
والأرضُ لجوجةً من عكّازتي
استندُ على حائطِ هزيمتي
ألوّحُ للسرابِ بكفني
وأنادي
بكلّ ما أوتيتُ من دمعٍ
رفقا بالعاشقِ المذبوحِ بصدقِه
أطلّي عليّ
من وراءِ ستارةِ الهجرِ
لوّحي لي برحيقِ أمنيةٍ
أنيري لي حلكةَ المهجةِ
وامسحي الدّمَ عن دمعتي
وغبارَ الموتِ عن سحنةِ اللوعة
أوّاهُ حبيبتي
مشتاقً لبحّةِ الدّفءِ
ولأهدابِ الحنينِ المبكيّ
قلبي لا يتوبُ عن جنونِهِ
مهما أعلنَ التوبة
فما ذنبُ أيّامي ؟!
لو دارت في فلكِ فضائِكِ
ليصيرَ حبّكِ
رحىً لحياتي !!
أطالبُ بالكفّ عن أسري
وإطلاقِ سراحِ وجودي
أعترضُ
على ما لاقيتُهُ منكِ
ليسَ من البطولةِ
أن تظلمي قلبي
عارً على الوردةِ
أن تضنّ على الفراشةِ
بالشذى
ستذكرك القصيدةُ
ببخلكِ
ما دارت بالهوى الأرضُ
وقد نبّهتكِ
كي لا يلعنكِ القمر .

ليست هناك تعليقات