طَعْــمُ الحيَـَــاةِ



شـعـر : ســعــيـد تــايــــــــــه

طَعْـمُ الحيَـاةِ بِـذِي المحَـَافـِلِ حَنْظَـلُ
والعَيْـشُ فـي دُنْيـَا المَهانَـةِ يَقْتـُلُ
الظُّـلْمُ يَـرْتَـعُ فـي البـِلادِ مُـهَيْمِناً
والعَدْلُ فـي ظِـلِّ البُغـَاةِ مُجَـنْدَلُ
والخـَوْفُ يَسْـكُنُ فـي النُّفُوسِ مُعَزَّزّاً
والعَـزْمُ فـي كُـلِّ القُلوبِ مٌكَـبَّلُ
هُـنَّـا عَلـى الأعْـداءِ يـَا لَـهَوانِنـَا
هَـذا الـهَوانُ وَحَقُّ رَبِّـي مُـذْهِـلُ
رَبـِّي الَّـذي رَفـَعَ السـَّماءَ بَـنى لَنـَا
خُلُقـَـاً دَعـائِمُـهُ أَجَـلُّ وَأَكْمَـلُ
فَلَقَـدْ أَعَــزَّ نُفُـوسَـنا بِكِتَــابِـهِ
فَـهْوَ الـهُدى والـنُّورُ والمُـتَنَـزَّلُ
وَهْـوَ العَظِـيمُ بِـذاتِـهِ وَصِفَـاتِـهِ
وَهْـوَ البِحَـارُ بِـآيِــهِ والجَـدْوَلُ
لَـمَّا لَـزِمْنَـا شَـرْعَـهُ وَعِظَـاتِـهِ
سُـدْنَـا الخَـلائِـقَ والزَّمـانُ يُسَجِّلُ
فَإِذا نَبَـذْنـَاهُ وَرَاءَ ظُـهُورِنـَـا
هُـزِمَتْ جَحَـافِلُنـَا وَسَـادَ الأَنْـذَلُ
صِـرْنَـا عَلَـى طَـرَفِ الحَيَـاةِ أَذِلَّـةً
والمُعْتَـدِي الغَـازي يَصُولُ وَيَسْحَـلُ
تُسْـبى حَـرائِرُنَـا وَتُسْـلَبُ أَرضُـنا
وَيَسـُومُنـَا سُـوءَ الـهَوانِ الأَرْذَلُ
فَـإِذا لَنـا فـي كُـلِّ يَــوْمٍ نَكْبَـةٌ
وَإِذَا لَنـا فـي كُـلِّ أَرْضٍ مَقْصَــلُ
إنَّ الَّـذي يَخْشـَى غَـوائِـلَ عَصْـرِهِ
يَبْـدُو لَـهُ بـابُ المَنـَافِـذِ مُقْفَــلُ
أمـَّا الَّـذي يَسْـعَى وَرَائِـدُ هَمِّــهِ
عِـزٌّ وَمَجْـدٌ فـالنَّجـاحُ مُكـَلَّـلُ
مـَا لِي أَرى الأَنْـذالَ يَصْعَـد نَجْمُهمْ
وَذَوُوا الشَّـهَامَـةِ بـالسلاسِلِ كُبِّلُوا
مـَا لِي أَرَى الأَوْغَـادَ يَسْطُعُ بَـرْقُهُمْ
هَجَـرُوا الكِفَاحَ ، منَ الجِهادَ تَنَصَّلُوا
لَجَـؤوا لأَِمْريــكا الغَـوِيـَّةِ إِنَّـها
رَمْـزُ العِدَى وَهْـيَ الوسيطُ الأَخْذَلُ
أَفَـلاَ يَلِيـقُ بِـهِمْ بِـأَنْ يَسْتَشْـهِدوُا
عِوَضَ المهانَـةِ والشَّريـف ُ يُفَضِّلُ
تَمْضِـي عَلـى دَرْبِ الهُمـومِ قَـوافِلِي
فـأَنـا بِـأَصْنافِ النَّوازِلِ مُثْقَـلُ
فـاضَتْ عُيُـونـي بـالدُّمـوعِ غَزيرَةً
والدَّمْـعُ مِنْ فَـرْطِ الأَسَى يَتَشَكَّلُ
وَعَلَى الـوُجُـوهِ يَفيضُ جَمْرُ تَعَـاسَـةٍ
وَإِلـى القُلُوبِ جِراحُها تَتَسلَّـلُ
هـذا العَـدُوُّ بِغَــيِّهِ وَضَــلاَلِـهِ
دَاءٌ أَلَـمَّ بِنَـا وَدَاءٌ مُعْضِـلُ
هذي المصائـبُ والـهُمُـومُ نِتَـاجُـها
قَـضُّ المَضَـاجِعِ والـهُمُومُ تُـزَلْزِلُ
فَمَـتى يَعُـودُ لَنـا أَوائِــلُ مَجْـدِنا
وَمَـتَى تَصِـحُّ عُقُـولُنـَا والمِقْـوَلُ
وطَنـِي فَدَتْـكَ قُلُـوبُنـَا وَعُيُـونُنـا
وَفَدَاكَ يَـا وَطَنِي الثَّمِـينُ الأَمْثَـلُ
شـعـر : ســعــيـد تــايــــــــــه

ليست هناك تعليقات