وجع السنين
الشاعر د . أحمد مدحت جعفر / يكتب
====
====
حتى متى فى ركاب الحرص أنتظر
والكارهون لما أصبو له عبروا
==
حتى متى وهن الإفصاح يسكننى
وفى العيون حديثا ليس يستتر
==
سيف الحياء بصبر لا يفارقنى
حتى مللت ومل الصبر والخفر
==
أفنيت جل سنينى غير مكترث
بالعابثين بأقدارى وإن جهروا
==
أزهو بحلمى إذا جاروا وإن سخطوا
وأحتمى بوقار الصمت إن مكروا
==
وبين جنبي قلب نابض ألما
من لفحة الآه فى الأحشاء يستعر
==
جفت بحار هناً كم داعبت سفني
كانت سواحلها بالشوق تنتظر
==
وغادرت من حياتى كل مبهجة
فلا ضياء ولا ظل ولا قمر
==
ولا ورود تزف الطهر فى مقل
ولا بلابل لا دوح ولا ثمر
==
قهر السنين شقاء لا يفارقنى
يغزو بقية عمر شفه الكدر
==
حتى متى سيظل اليأس يأسرنى
أسراب حلم غدى بالخوف تنتحر
==
زيفٌ نلوك حديث الحب نحسنه
ولا يدار بحب بيننا سمر
==
كالعاذلين حديث العدل ديدنهم
وما لعدل يكون القصد والوطر
==
هوى النفوس إذا استولى على مهج
قبح بها بظلام الروح يأتزر
==
أين النقاء وأين الطهر فى زمني
وأين موسى وأين الحوت والخضر
==
وأين هاجر إذ أحيا اليقين لها
بيدا قفارا وحن الطير والبشر
==
عناية البارئ المنان حفتها
وطفلها من جفاف كاد يحتضر
==
فقد تفجر ماء ليس يعدله
فى الأرض ماء ففيه القوت منطمر
==
أين الخليل وقد ضاق البغاة به
فأوردوه سعيرا بعدما سجروا
==
لكنها سلبت حرقا يلازمها
ووهج ألسنها للقوم يحتقر
==
وأين أين حديث لا انتهاء له
فيه التأسى وفيه الردع والعبر
==
كل الحيارى إذا عز النصير لهم
عناية الله كانت فوق ما حذروا
==
فكن على غفلات الدهر لى سندا
يارب أسلم فى الدارين أنتصر
==
بقلم / دكتور أحمد مدحت جعفر

ليست هناك تعليقات