هاجت بصدري ... ذكرياتٌ ماضية ..
رجب الجوابرة/يكتب..............
هاجت بصدري ...
ذكرياتٌ ماضية ...
هبت على روحي ...
رياحٌ عاتية ...
قد هزني في خاطري ...
وقع الخبر ...
وأشعل النارَ التي في صدريَ ..
قد كانَ كل الناسِ ...
في علم الخبر ...
إلاّ أنا ...
لم تأتني أخباريَ ....
جاءت الأخبارُ ...
مثل الصاعقة ...
ما أصعب الأنباءَ ...
تلك القاسية ...
قد زلزلت أركانَ جسمي ...
حينها ...
دموعي ...
كانت كالقطوف الدانيَة
لم ترحم الأقدارُ...
أوتار الزمن ...
ولا غريباً ...
في البلاد النائيَة
تركتُ أمي ...
في دهاليز المرض ...
كانت تعاني ...
من ظروفٍ قاسية ...
قد كانَ عندي ...
من أحاسيس الأمل ...
حتى أعودَ ...
ألتقيها ثانية ....
لكنها ...
لم تستجب إلى الأمل ...
تخلصت ...
من عبء دنيا فانية ...
فهذهِ أمي ...
وكانت في دمي ...
كمثل هبات النسيم السارية ...
وهذهِ الأم التي ...
قد صنتها ....
تذوي ...
إلى جنان الخلد العالية ...
يا منبع الحب الذي لا ينتهي ...
يا شعلةً وضاءةً ...
يا غالية ....
أنتِ التي علمتني ...
حبَّ الحياة ...
علمتني ...
كيف تكوني راضية ...
يا كتلةً فياضة المشاعرِ
يا نبعةً ...
فيها المياه الصافية ...
فأينَ عيناكِ ...
وكانت ساهرة ...
تُمضي الليالي ...
تعتني بحاليَ ...
بل أين دعوات الرضا ...
كلَّ صباحٍ ....
وكانت كلها ...
لأجلي راعية ...
قد كانَ حضناً دافئاً ...
هذا الذي ...
أضحى بحضن القبرِ ....
لبّى داعيه ...
يا شمعةً ...
كانت تعزي نفسها ...
بأدمعٍ على الخديْن ِ جارية ...
يا وردةً ...
فوّاحةً في عطرها ...
قد عطرت ....
كل الزهور النادية ...
يا تحفةً ...
كانت لها في عصرها ...
أحلى أزاهير الصبا ...
في الضاحية ...
أمي التي ...
قد أرضعتني ثديَها ...
قد غادرتنا ...
في ظروفٍ واهية ...
قد أحدثت في بيتنا ...
كل الأسى ...
أحزاننا طالت ...
بتلك الأمسية ...
قد كنتِ لي ...
خير الأمانِ والسند ...
كغائبٍ ...
أو حاضرٍ ...
في بيتيَ....
قد كنتِ للأبناءِ ...
في عصر الصبا ...
كمن إلى الأولادِ ....
أحلى راعية ....
أحسنتِ للأولادِ ...
في مرعى لهم ....
حيث استقاموا في الحياة الزاهية ...
أنتِ التي ...
فرحتِ لي وقت الفرح ...
أنت التي ...
نزعتِ لي مأساتيَ ...
قد كان عندي ....
في دمي ...
روح الأمل ...
أن تأخذي مني ...
كما أعطانيَ ...
لكنَّ روح الموتِ ...
لا تعطي أحد ...
من فرصةٍ أقضي بها آماليَ ...
لو كانَ للموتِ ....
عزيزاً غالياً ...
لكان في انتظارِ أقضي ديْنيَ ...
كل الذي في خاطري ...
أقولهُ ...
إلى جنان الخلدِ ....
أغلى غالية ...
وفي صلاتي ...
دائماً أدعو لكِ ...
برحمةٍ من عند ربي آتية ....
رحماكَ يا ربي ...
لأمٍ سافرت ....
إلى حياةٍ ...عند ربي باقية ...
ــــــــ من ديوان فتاة فلسطين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رياح عاتية ـــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة
قصيدة في رثاء الوالدة
وقد جاء خبر وفاتها وأنا مغترب في
المملكة العربية السعودية عام 1981م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر التفعيلة
ليست هناك تعليقات