*ســـــــــوســــــن*


محمودمبروك/يكتب............
 *ســـــــــوســــــن*
حيث كانت قبل عام تسكنُ 
مرَّت اليوم صباحاً سوسن ُ

المكان يناديها وفي عينها 
 مــــن كل شـــــــــــــــــــــــــيئٍ أعينُ.

صورةٌ من كل وجهٍ في المدى
ولجـــــــــــدران المبـــــــــــــاني ألسنُ

هاهنا كانت تلاقي سربها 
وهنا  كان حديث يَشْجن ُ

ذكريات العمر شخوص هاهنا
 صمتها في القلب بوح معـــــلن

كل من مـــــرُّوا على خاطرها 
 سكنوا شريانها واستوطنوا

لم تزل كل المساءات هنا
 والصباحات وذاك المسكنُ

والزغاريد لدى أفراحهـــــم
والتواسي إن أَلَمَّ المحزنُ

تلكــــــمو الأيام ماأحســـــــــــــنها 
 كيف لايبقى الذي نستحسن

حينـــــــما طاف جــــــــــــــــــــرادٌ ليلةً 
 وخطوط النار كانت تسخن

والتصاريح تعادي بعضها 
والسياسات رحاها تطحن

طهَّروا الحارة من سكانها 
ياركام  الحــــي ماذا تدفنُ

حين مرت سوءة الحرب هنا 
أفلتت عشَّ الطــــــيور الأغصنُ

تبحث العين خرابات الردى 
 ربما تحت الخراب الــــــموطن

غَرَزَ المــــــــــوت هنا حربته 
 من نجا قالوا معاقٌ مزمنُ

هُدم الحي على أحـــــــيائه
وتساوى بالتراب المسكن

إستراتيجـــــــية الحرب ارتأت
نصرها في الحي هذا يكمن

غابة الوقت التي نحيا بها
 كل شيئٍ صار فــــيها يمكن

أطبقوا الحيَّ على أحيائه 
ورموا منشور حرب يعلن

هــــــــذه المنطــــــــــقة اليوم على 
كف عفريت الردى ياسوسن

مات كم فيها وكم عاش وما 
 سوف تجدي ياحــــــساباً يغبن

قبل عام كانت الدنيا هنا
وعصــــــافير الحواري تأمن

وجـــــــــــــــــــناح الليل إن مـــــــر هنا 
 يحضن العشاق في من يحضن

يسكن الليل ويأتي فجره
وندامى حيهم لم يسكنوا

سقطت دمعتها وهــــي ترى
عمرها تحت المباني يدفن

واستغاثات الضحـــــــــايا والردى
كالرحى المسعور فيهم يطحن

كم وجوه يبست تحت الثرى 
 ولها في القلب وجـــــــه يغصن

كلما ألقت لشيئٍ نظـــــــرةً 
أنَّ من جرحٍ فؤادٌ ٌمثخن ُ

كل شيئٍ يحمل الذكرى هنا 
 وعيون القلب فـــــيها تذهــــــن

ورأت منزلها أنقاضـــــــــــــه
مثل صوت الجرح  لايستأذنُ

تحته وجه شريك في الهوى 
وابنتــــــــــاها وأخــــــــــــوهم أيمن

كل مدفونٍ هنا يدفنها
وهي من.كل دفـــــينٍ أدفنُ

شعر/.محمودمبروك

ليست هناك تعليقات