وحدة ...


منى شكر/تكتب...............
وحدة ...
جلس الرجل المنهك القوى في ظل شجرة التوت الوارفة الظلال على أرض نصفها معشوشب ونصفها عار من كثرة السير عليه ذهابا وإيابا حيث أعمال الحقل المرهقة ومتابعة سيرها يوميا .
رجل في منتصف الأربعين من العمر ، كانت إلى جانبه صرة طعامه تنتظره هناك تحت الشجرة. 
 كان مرهق حتى أن يديه تتكاسل من أخذها وفتحها لتناول غداءه البسيط الذي صنعه بيديه ووضعه في قدر صغير مع رغيفين من الخبز ورأسين من البصل الأخضر الصغير . 
كان في بادئ الأمر يحرق الطعام، الآن أعتاد أن يطبخ لنفسه بسيط الطعام بعد خلو بيته من أي إمرأة. 
 تنهد من أعماق قلبه بعمق وأسف إذ يتذكر زوجته التي هجرته منذ أشهر بلا عودة بسبب خلاف دار بينهما . 
تراها أيخطر لها على بال ؟ 
 أهان عليها ورخص حتى تعتكف بيت أهلها كل هذه الشهور ؟أترى المرأة أن الرجل بلا كرامة ، متى ما هجرت بيتها وزوجها وجب عليه اللحاق بها وترضيتها حتى وإن أخطأت ؟ 
أيجب أن يبادر الرجل في الصلح مهما كانت ظروف المشكلة ؟ 
تذكر الليلة الماضية كانت من الليالي العجاف الكثيرة التي ذاق ويلاتها منذ أن تركت البيت . 
 كيف يختلف زوجين رغم مرور كل هذه السنين رغم إنه لا سر بينهما؟ما تخفيه عن الآخرين تبوح به لزوجها .
هل الفقر وبساطة الحال تعيب الرجل ؟
 هبت نسمة عليلة من بين الأشجار مرورا بأحد السواقي الملأى بعذب الماء ورقراقه على وجهه فأنعشت روحه الظمأى لنفحة أمل .
لاحت إبتسامة على محياه،  تذكر يوما كيف كانت تداعبه تحت هذه الشجرة مؤكدة له إنها ستصبر على بساطة الحال حتى يرزقهما الله من مشروع صغير كانا قد خططا له مع أحد الرفاق .
نظر إلى الأرض وراح يخط بعود رمان يابس على العشب خطوط وطلاسم لا يعرفها. 
رفع بصره إلى السماء ، أبتسم إبتسامة أعرض من الأولى . 
أضطجع على الأرض واضعا يديه تحت رأسه وقرر أن يغمض عينيه ويستكين،  أراد أن تزوره في الحلم ما دامت قد أستعصت عليه في الواقع 
 "منى شكر"

ليست هناك تعليقات