صوت القدس
صوت القدس
بقلم الشاعر رجب الجوابرة
ـــــــــــــــــــــــــــ
رأيتها ... كعرين الليث في الوادي
كأنها كوْكبٌ ... في ليلـهِ الهـــادي
والنورُ يلمـعُ ... من شتى نوافـذها
خلتُ العرين كقصرٍ صُنْعَ أجدادي
نادت عليَّ بصوتٍ فيهِ من شجَـنٍ
هذا الغريبُ ... أتى يحتلُّ أمجادي
هل من مغيثٍ يجددُ في عزيمتكم
ويعتلي صوب صوت الحقِ إنشادي
إنّي مللتُ عين الشرِّ ... ترمقـني
جاء الخبيثُ وينوي خلع أوتادي
فأنجدوني ... أيا من أنتـمُ قدَري
أين السيـــوفُ تنادي أمّة الضادِ
أين السبيلُ لصوت الحق ينصفني
فالكحلُ أضحى بعيداً منهُ مروادي
والعطرُ في صفحات الليلِ منعدمٌ
كأنني بحـــصارٍ ... دون إمـــدادِ
حتى الجواهرُ ما عادت تناسبني
صندوقها مهملٌ في ركنهِ العادي
أما الملابسُ ... لا أحتاجُ زينتها
فالحالُ عندي يلاشي كل أعيادي
******
جاء الغريبُ ليخفي صوت مسجدنا
فمن هنا .. عرجَ المرسولُ للهادي
فكيفَ يُكتمُ صوت الحـقِّ يجــمعنا
إلى الصـــلاةِ بأقصانا ... بأعــدادِ
كيف السبيل للجم الشر .. ينهشنا
حتى العبادةُ ... لا تحـظى بإسنادِ
حتى المـفاوِمُ ... لا يلقى مساندةً
دبَّ الخلافُ وأضحى الكلُّ في وادي
كيف السبيلُ . لرأب الصدعِ يجمعنا
ونستعيــدُ صـفانا ... مثلَ أجـــدادي
إن القضيـةَ في الآفــاقِ ... لامعـــةٌ
من غيــرِ قوّتنا ... نبــــدو كأفـــرادِ
في الاتحادِ ثبـــاتٌ ... فيــهِ قُــدرتنا
على التصدّي ... لأشـرارٍ وأوغــادِ
فلتنظروا بعيون الشعــب ... ثاقبــةً
دمُ الشهيدِ عطـــورٌ ... تملأ الوادي
وللجريحِ ... عــلاماتٌ ... مميّـــزةٌ
لهُ الشفاءُ ... ويبقى روح أمجــادي
أما الأسيـــرُ ... فعيــن اللهِ تحفـظهُ
يقضي سنيناً يعاني ... ظلْمَ جـــلاّدِ
رأيتها ... وجــبال القـدسِ ناطــرةٌ
تحريرها من غريبٍ .. ذلَّ أولادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البحر البسيط
ليست هناك تعليقات