(ما المقصود بالمودة في الله؟)

د
لا يتوفر نص بديل تلقائي.

من كتاب قضايا الشباب المعاصر لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد

****(ما المقصود بالمودة في الله؟)****
-------------------------------------------------------------------------------------------------
إنها عبادة ليس لها فى العبادات التعبدية النفلية شبيه ولا مثيل وهى العبادة التي كادت تنقرض فى هذا الزمان لأن الناس تتزاور الآن إن كان لمصلحة أو لمنفعة ، بل لقد بلغ الأمر حتى مع ذوى الأرحام أن التزاور بينهم أيضاً لمصالح بحجة أن الناس مشغولة وعبادة التواد فى الله والتزاور فى الله يكفيها قول المصطفى صل الله عليه وسلم فى الحديث القدسى رواية عن رب العزة جل فى علاه: -
" قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ "} عن معاذ بن جبل

أى يوجب حضرة الله على نفسه، فهو عمل تستوجب به محبة الله فما الذى يساويه فى بقية الأعمال ففي الحديث الآخر يقول صل الله عليه وسلم فى الحديث القدسى أيضاً: { وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ } عن عائشة ، مسند الإمام أحمد
فمتى تأتى حتى هذه ؟
الله أعلم فإنها تأتى على قدر الصفاء والنقاء والخشوع والحضور ، لكن فى الأخرى وجبت فوراً . وانظر إلى الفرق بين الاثنين ولذلك قال الحبيب صل الله عليه وسلم :{ زُرْ فِي اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ زَارَ فِي اللَّهِ شَّيَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ }) عن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللَّهُ عنهُمَا

{ مَن عَادَ مَرِيضاً أَوْ زَارَ أَخاً لَهُ في الله نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً }
لـن يكون مثله أحد من عظماء الدنيا ووجهائها - حرس الشرف الخاص به سبعون ألف فهل رئيس أقوى دولة فى العالم يصطف له سبعون ألف ؟ بل إن السبعين ألف ليسوا حرساً عاديين ولكنهم ملائكة أما النشيد والقصيدة التى يشدوا بها هذا الحرس فهي - طبت وطاب ممشاك وطابت لك الجنة : أي أنك طبـت وسـيرك لهـذه الزيـارة طـاب فى الأجـر والثـواب وطابـت لك الجـنةولذلك نجدقوله تعالى

{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر : 73]
ومعنى الحديث أن من يعمل ذلك فقد وجبت له الجنة ناهيك عن تفصيل هذه الزيارة فإذا نظرت لأخي على شوق لأني لم أره منذ فترة طويلة يقول فيها الحبيب:
{ نَظَرُ الرَّجُلِ إِلَى أَخِيــــــــــــــــــــهِ عَلَى شَــــــــــــــــــوْقٍ خَيْرٌ مِنَ اعْتِكَافِ سَنَةٍ فِي مَسْجِدِي هَذا } الْحكيم عن ابن عمروٍ رضَي اللَّهُ عنه ُ ---------------------------------------------------------------------------------------------
همسه ايمانية من كتاب قضايا الشباب المعاصر لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد

ليست هناك تعليقات