مشناق الكلاب
كتبها / حسين الوردانى
مشناق الكلاب
كانت القرية كعادتها وقت الظهيرة ، الطرقات والدروب خالية من أى كائن حى ، هكذا يفعل بنا الصيف فى أسوان
أشجار المانجو والنخيل كأنها صور لا تتحرك
افزعنى أصوات وضوضاء وحركة غير عادية فى الدرب
بخبرتنا نفرق بين صراخ الموت وصراخ الحريق وصراخ الشكلة أى الشجار
... خرجت مسرعا تجاه الباب وجدت كأن الدرب انشق واخرج هؤلاء الاطفال والشباب والنساء
الكل يجرى فى اتجاه واحد ناحية نخيل الحاج عبد التواب العدوى
استوقفت طفل شبه عارى وفى يده نصف رغيف محشى بالطبيخ
قال بعد اخذ قطمة من الرغيف وقبل أن أسأل : الحاج عبد التواب بيشنك بوش
لم أصدق أن الحاج عبد التواب بيشنق كلبه المدلل بوش ، لابد أنه حدث جلل
جريت خلف الأطفال حافى القدمين
وجدت الحاج عبد التواب يجلس على جزع نخلة وبيده نبوته الشهير الذى يقال أنه قتل به الذئب
وحوله أهل القرية يجلسون على الأرض
كان الصمت يخيم على المكان والكل ينظر الى الحاج عبد التواب
كان العرق يملأ وجهه والكل ينتظر وصول الشيخ عويس هو الوحيد الذى يتصدى للحاج عبد التواب
لا أحد فى القرية يمزح معه
وصل الشيخ عويس عارى الرأس وعمامته فى يده وقال : ايه الهوسة دى اللى عاملها يا عبد التواب يعنى مش حنعرف نقيل فى نهارك المنيل
لم يرد الحاج عبد التواب
اكمل : معقول عاوز تشنق بوش دا أحسن كلب فى القرية ... الغريب أنا مش عارف انت سميته بوش ليه ، حب فى بوش واللا كره فيه ، الظاهر انك كبرت وخرفت
لم يبتسم الحاج عبد التواب رغم أن الشيخ عويس هو الوحيد الذى يضحكه
وقال : فاكر يا عويس من 25 سنة لما نط الديب فى حوش ( المرعياب ) .. ضحك عويس ونظر الى نبوت الحاج عبد التواب وقال : دى كانت ليلة ، انت اديته ضربة واحدة ورا صرصور ودنه مداش منطق ، وبعد كدة نزلنا على دماغه خليناها ستين حتة ، بس الحقيقة هو مات من خبطتك
قال الليلة اللى فاتت الديب اكل خروف من الحوش بتاعى
قال وايه يعنى يمكن الكلب كان فى مكان تانى او مشى ورا كلبة مكرة
قال عبد التواب : من شوية لقيته بياكل بقايا الخروف يعنى شريك مع الديب ، هو الناس بتتغير الكلب مش حيتغير وابنى نايم فى البيت زى الحريم وعاوز الكلب يحمى حوشه
قام ابن الحاج عبد التواب وفك الكلب وطلع النخلة المعوجة وعلق بها الكلب ونزل وامسك بنبوت ابيه وضرب الكلب خلف صرصور ودنه وامسك الشباب بالعصى وهجموا على الكلب المعلق حتى تحطمت رأسه ، وأصبح وقت الظهيرة موعد شنق الكلاب
وأصبح كرم نجل الحاج عبد التواب مشناق للكلاب
كانت القرية كعادتها وقت الظهيرة ، الطرقات والدروب خالية من أى كائن حى ، هكذا يفعل بنا الصيف فى أسوان
أشجار المانجو والنخيل كأنها صور لا تتحرك
افزعنى أصوات وضوضاء وحركة غير عادية فى الدرب
بخبرتنا نفرق بين صراخ الموت وصراخ الحريق وصراخ الشكلة أى الشجار
... خرجت مسرعا تجاه الباب وجدت كأن الدرب انشق واخرج هؤلاء الاطفال والشباب والنساء
الكل يجرى فى اتجاه واحد ناحية نخيل الحاج عبد التواب العدوى
استوقفت طفل شبه عارى وفى يده نصف رغيف محشى بالطبيخ
قال بعد اخذ قطمة من الرغيف وقبل أن أسأل : الحاج عبد التواب بيشنك بوش
لم أصدق أن الحاج عبد التواب بيشنق كلبه المدلل بوش ، لابد أنه حدث جلل
جريت خلف الأطفال حافى القدمين
وجدت الحاج عبد التواب يجلس على جزع نخلة وبيده نبوته الشهير الذى يقال أنه قتل به الذئب
وحوله أهل القرية يجلسون على الأرض
كان الصمت يخيم على المكان والكل ينظر الى الحاج عبد التواب
كان العرق يملأ وجهه والكل ينتظر وصول الشيخ عويس هو الوحيد الذى يتصدى للحاج عبد التواب
لا أحد فى القرية يمزح معه
وصل الشيخ عويس عارى الرأس وعمامته فى يده وقال : ايه الهوسة دى اللى عاملها يا عبد التواب يعنى مش حنعرف نقيل فى نهارك المنيل
لم يرد الحاج عبد التواب
اكمل : معقول عاوز تشنق بوش دا أحسن كلب فى القرية ... الغريب أنا مش عارف انت سميته بوش ليه ، حب فى بوش واللا كره فيه ، الظاهر انك كبرت وخرفت
لم يبتسم الحاج عبد التواب رغم أن الشيخ عويس هو الوحيد الذى يضحكه
وقال : فاكر يا عويس من 25 سنة لما نط الديب فى حوش ( المرعياب ) .. ضحك عويس ونظر الى نبوت الحاج عبد التواب وقال : دى كانت ليلة ، انت اديته ضربة واحدة ورا صرصور ودنه مداش منطق ، وبعد كدة نزلنا على دماغه خليناها ستين حتة ، بس الحقيقة هو مات من خبطتك
قال الليلة اللى فاتت الديب اكل خروف من الحوش بتاعى
قال وايه يعنى يمكن الكلب كان فى مكان تانى او مشى ورا كلبة مكرة
قال عبد التواب : من شوية لقيته بياكل بقايا الخروف يعنى شريك مع الديب ، هو الناس بتتغير الكلب مش حيتغير وابنى نايم فى البيت زى الحريم وعاوز الكلب يحمى حوشه
قام ابن الحاج عبد التواب وفك الكلب وطلع النخلة المعوجة وعلق بها الكلب ونزل وامسك بنبوت ابيه وضرب الكلب خلف صرصور ودنه وامسك الشباب بالعصى وهجموا على الكلب المعلق حتى تحطمت رأسه ، وأصبح وقت الظهيرة موعد شنق الكلاب
وأصبح كرم نجل الحاج عبد التواب مشناق للكلاب
كتبها / حسين الوردانى
ليست هناك تعليقات