حكايتي مع البحر





الاديبه والشاعره حنان محمد عبدالعزيز /تكتب


حكاياتي مع البحر
========
وألقيت فيك يا بحر مركبي .... وبدأت فيك أولى خطواتي .... بحر الحياة من المهد أحبو على رمالك .... حتى أشتد عودي وحملتني أرجلي .... أقتربت مني أمواجك تداعبني وأستسلمت لها .... تأخذني تارة إلى الشاطيء وتارة تلقي بي في أحضانك .... تبدل البحر وساقتني مركبي إلى بحر الغرام .... كنت أهابه وأخاف منه أراه من بعيد أحبه وأتمنى أن أجلس على شاطئة .... ولكن أخذتني أمواجه برقة وحنان استجبت لها وأحببت السير معها .... وكأنني مغمضة العينين يراودني حلم وردي .... فرح القلب به وعاش الخيال حقيقة والحلم واقع ..... حتى وجدتني في منتصف البحر عاشقة غارقة لا تريد النجاة .... بل تحيا وتتنفس حبا وهياما وغرام .... متمسكة بالحلم الجميل لا أريد أن أتركه وأطلب النجاة بل أريدة بقوة ولو كان فيه هلاكي ..... ولكن ليل الأحلام قصير مثل أفراحي.... قليلة هي الفرحة في حياتي .... وكثيرة جدا أحزاني .... وبين غرقي في بحر الغرام إذ بموجة جارفة قوية.... إنتزعتني بشدة لتأخذني بعيدا بعيدا حتى ألقت بي على رمال جافة ساخنة ..... ومن فوقي شمس حارقة تمد يدها لتيقظني من حلمي الجميل ..... لتأتي موجة سوداء لتسرقني من نفسي وتلقي بي هي الآخرى في بحر دامس السواد يسمى بحر الغدر ..... مياهه باردة جامدة لا تتحرك وكأنها فاقدة الحياة ... ليلها كانهارها ... بحر لا يعرف الحنان ولا العطف ليس له مشاعر ولا أحاسيس .... كادت أمواجه أن تغرقني قاومت بكل عزيمة ..... أردت أن أخرج منه مسرعة أنظر نحو الشاطيء علني أجد من ينقذني من هذا اليم .... لم أجد أحد فنظرت إلى السماء وإذا بي أرى خيط قوى من الأمل تشبثت به وحاولت الوصل لشاطيء النحاة وصلت أخيرا إلى الشاطيء ..... وكان عليا السير مرة أخرى ولكن كان عليا أن اختار البحر الذي أريده تعلمت مما سبق وأتقنت الدرس .... كم أسعدتني كثيرا يابحر الحياة وكم لطمتني أمواجك .... وكم حزنت ولجأت إليك وأبوح لك بأشجاني وأوجاعي ..... عندما أضحك تتعالى أمواجك كأنها تشاركني الفرح وعندما اشكو لك وأبكي تثور أمواجك وتهيج غاضبة وكأنك تقول لي أشعر بك وأتوجع وهذه المياه هي دموعي من أجلك ...... كم أنت جميل يا بحر كاتم لأسراري ومطيب لأوجاعي ...... تركت جميع أحزاني وأفراحي على شاطئك ومعهم قلبي وأخذت معى عقلي .... وسلكت طريقي إلى النجاح والصمود والتحدي ألقيت بنفسي داخل بوتقته ..... متحدية كل العثرات والعراقيل مهما واجهتني الصعاب ..... أسعى وراء تحقيق هدفي مخلصة له النية وكل حواسي ومشاعري .... لا أنظر خلفي بل أتعلم من دروس الحياة وأتجنب ما يألم القلب ....... مفوضة أمري إلى رب العالمين
----------------------------------------------------------
#بقلم_حنان_محمدعبدالعزيز

ليست هناك تعليقات