أنشطار





الشاعر عادل عبدالقادر //يكتب 


اِنشطار //
و قلتُ انتهيتُ
و قال كفاكَ
فما أنت عيسى لتحيى المواتِ
و لا أنت موسى لتلقى عصاكَ
و قلتُ انتهيتُ
و قال كفاكَ
أ مازلت تحكى !
و مازلت تبكى !
أ مازلت تشكو لهذا و ذاكَ !
و قلتُ انتهيتُ
فلا الدمعُ يجدى
و لا الفجرُ يأتى
و لا عدتَ عندى الرفيقَ الملاكَ
و قال تأىّ
مناى ... مناكَ
و عمرى رضاكَ
فإنى أرانى إذا ما أراكَ
تأنّ قليلاً
فثمة ضوءٌ وراءَ الغمامِ
و بين الغصون هديلُ الحمامِ
فدعْ مَن سِواكَ
و عُدْ عن عِداكَ
و ذرْ من قلاكَ.... اِلى من حباكَ
و قلتُ انتهيتُ
عَداى عَداكَ
فعِشْ فى دجاكَ
و ضعْ فى نواكَ
و قال كفاكَ
ليسكنَ روعُكَ يُسكت فاكَ
و قلتُ انتهيتُ
سئمتُ الكلامَ الذى تدعيه
مللت الحِراكَ
هو الصمتُ صوتٌ
هو الصوتُ صمتٌ
هو الموتُ فينا تغنّى و لاكَ  1
و قال تمهل .... و لا تتعجلْ
جُعِلتُ فداكَ
فما من غريمٍ سوى من عصاكَ
و ما من نديمٍ سوى من دناكَ
و قلتُ انتهيتُ
فكلّ المواعيدِ كانت وداعاً
و كلّ الدروبِ البراحِ اِمتساكا   2
و حتى الربيعُ يمرّ فيقتل عندى هواكَ
و قال تمهل
أعدْ لى صباكَ
و نحّ بكاكَ
هو العمر يرتد نحو الوراءِ
فهيا لنرمى عليه الشِباكَ
هو الحسن عاد لوجه البناتِ
و فى الأمسياتِ
تشبّ النوافذُ فوق الجدارِ
و قبل النهارِ
و تسأل عنك عيون الصبايا
و أين فتاكَ ؟
و قلتُ انتهيتُ
هو البحر ماجَ
هو البرّ هاجَ
هى الأرض تنبت فينا العِراكَ
و قال كفاكَ
هو الأمس ولّى فدعه هناكَ
و برّدْ حشاكَ
و هيئ ضحاكَ
فعندى لك اليوم قاتٌ يمانى
و ضأنٌ عٌمانى
و خابيةٌ من نبيذ الشآمِ
معتقةٌ فى دنان العراقِ
و من مصرَ جئتك بالعنفوانِ
و بالزعفرانِ
و طفتُ البلادَ
و ذقتُ الهلاكَ
فدعْ ما تبقى
فما كانَ ... كانَ
و ما حاكَ ... حاكَ   3
و قلتُ انتهيتُ
فلا الأرضَ أبرحُ مثل الهوامِ
و لا الذكرياتِ
و لا زهرةً من حبيبٍ عفيفٍ
تكون وراكَ    4
هنا قبر أمى
هنا مسجدانِ
هنا شرفتانِ 
و إطلالتانِ لبدرٍ علاكَ
هنا مرّ عمى و وصى أباكَ
و قال كفاكَ
أ مازلتَ تهفو لأرض اللهيبِ
و ليلِ النحيبِ !
فعشْ فى جديبك
كلْ من ثراكَ
عليك السلامُ
فما عدتَ منى
و لا عدتُ منكَ
و لا نحن عدنا أُلاكَ    5
و قلتُ انتهيتُ
فعبئى ثقيلٌ يشلّ الحَراكَ
فإن ودعتنى دموع السواقى
و إن لوّحت لى زهورُ الروابى
سأبقى ..... سأبقى
فكلّ خلايا جسيمى بلادى
فعشْ فى ذراكَ
هو الموت تحيا طريداً شريدا
هو الموت خذه
عساه شِفاكَ

1- لاك يلوك الكلام
2-  مسك يمسك مسكا و امتساكا
3-  حاك بمعنى ترك أثر
4-  الوراك نوع من الوسائد
5-  اُلاك بمعنى أولئك
عادل عبد القادر - القاهرة

ليست هناك تعليقات