الزلزال
بقلم/ محمد الشطوي
الزلزال
======
قصة بقلم/ محمد الشطوي
--------------------------
انسدحت الأوراق بيضاء تحت ناظريه تنتظر الفتح..
رنين الهاتف الأرضي زاعق لا ينقطع؛ إنه يعرف مصدره
إنه غهاتف الصحيفة اليومية الكبرى تستعجل مقاله اليومي عن الأوضاع الجارية في الوطن..
لم يكن ف حالة ذهنية أو نفسية تسمح له بالجلوس إلى مكتبه.. اليوم خلعته زوجته، ويبدو أن الكلمات تضامنت معها..
نهض يدخن ويتمشى.. نافذة الغرفة العالية جدا مغلقة.. فتحها على مصراعيها كأنما يفتح صدره الضائق على آخره..هرش مؤخرة رأسه وعدل من وضع نظارته.. تنفس بعمق من فوق سبعة أدوار.. على المدى البعيد رأى السحب الداكنة تركض مقبلة عليه..
أعطى الكون ظهره، واستلم القلم المهدى إليه من زوجته في آخرذ كرى زواج لهما..الكلمات مخاتلة.. بل معاندة والفكرة غامضة ..كل شيء على غير عادته.. لم يستسلم اويلق قلمه.. استدعى دوافعه وخبراته..بدأ السيل خارج النافذة ووراءها .. لم يتوقف إلا حين أراد أن يأخذ مسافة فاصلة بين الفقرات .. اتسعت المسافة، وكل ما يأتيه يأتيه كسيل غيث منهمر..اهتزت أصابعه..كأنما زلزال يحدث ..
سقط أعلى الكلام على أسفله..
احتكت الحروف بعنف واشتعلت ..تناثرت الحركات، واختفت دوائر السكون..
صراخ..هياج..أجراس إنذر..
لم يعد على الشاشة شيء مما كتب ..
ارتمى على فراش قريب.. انطفأ الجهاز..خيم الصمت..
في الصباح..
تخرج الصحيفة الكبرى بعمود فارغ باسم الكاتب الكبير..
أحدث ذلك أعظم التوابع في أضيق مساحة فراغ .!
======
قصة بقلم/ محمد الشطوي
--------------------------
انسدحت الأوراق بيضاء تحت ناظريه تنتظر الفتح..
رنين الهاتف الأرضي زاعق لا ينقطع؛ إنه يعرف مصدره
إنه غهاتف الصحيفة اليومية الكبرى تستعجل مقاله اليومي عن الأوضاع الجارية في الوطن..
لم يكن ف حالة ذهنية أو نفسية تسمح له بالجلوس إلى مكتبه.. اليوم خلعته زوجته، ويبدو أن الكلمات تضامنت معها..
نهض يدخن ويتمشى.. نافذة الغرفة العالية جدا مغلقة.. فتحها على مصراعيها كأنما يفتح صدره الضائق على آخره..هرش مؤخرة رأسه وعدل من وضع نظارته.. تنفس بعمق من فوق سبعة أدوار.. على المدى البعيد رأى السحب الداكنة تركض مقبلة عليه..
أعطى الكون ظهره، واستلم القلم المهدى إليه من زوجته في آخرذ كرى زواج لهما..الكلمات مخاتلة.. بل معاندة والفكرة غامضة ..كل شيء على غير عادته.. لم يستسلم اويلق قلمه.. استدعى دوافعه وخبراته..بدأ السيل خارج النافذة ووراءها .. لم يتوقف إلا حين أراد أن يأخذ مسافة فاصلة بين الفقرات .. اتسعت المسافة، وكل ما يأتيه يأتيه كسيل غيث منهمر..اهتزت أصابعه..كأنما زلزال يحدث ..
سقط أعلى الكلام على أسفله..
احتكت الحروف بعنف واشتعلت ..تناثرت الحركات، واختفت دوائر السكون..
صراخ..هياج..أجراس إنذر..
لم يعد على الشاشة شيء مما كتب ..
ارتمى على فراش قريب.. انطفأ الجهاز..خيم الصمت..
في الصباح..
تخرج الصحيفة الكبرى بعمود فارغ باسم الكاتب الكبير..
أحدث ذلك أعظم التوابع في أضيق مساحة فراغ .!
ليست هناك تعليقات