الجنه

حسام القاضى

سموعُ عَن جنَّةِ الأَرضِ وما فيها من مَتاعٍ ونَعيمٍ هُوَ حديثٌ منقوصٌ يَعتريهِ شُبهَةُ اللَّهثِ وراءَ صِفَةٍ لن تتحقَّقَ تُدعى ( الـكمالُ ) التي تتغلَّفُ بها الجَنَّةُ الموعودةُ تلكَ التي في السَّماءِ، فجنَّةُ الأرضِ - وإن وُجِدَت - تبقى مخصوصَةٌ لمن يُنفقُ من متاعٍ أجراهُ اللهِ بين ساعديه ويَسلُبُهَا منهُ أمَامَ ناظريه !، جَنَّةٌ يُحرَمُ منها الأكثرونَ يعتريِها الصِّراعُ بِكَنَفِهِ يَلُفُّهَا الحَسدُ بِنَتَنه !، على نقيضِ الجَنَّةَ المَوعودةِ حيثُ ( الأمانُ والحنانُ .. الخلودُ والإطمئنان .. رغدُ العيشِ والأستقرار .. رِضَى الرَّبُ والفرَحُ بالخلاَّن )، العَجبُ أنَّ من يُنكرُ ذاكَ تتراقصُ للقائهِ الألهبَةُ - حيثُ يُشوى شحمُهُ ليسهُلَ هرسَ بطنه ليُحرقَ قلبُهُ ليذوبَ بهائُه لتسكُنَ نارَ وساوِسَهُ - لتتلهى بهِ نارُ باريهِ التي لا تمَلُّ ولا تكِلُّ من شويِهِ وشَويِ غيرِه !!.
( أجِرنَا ربنا بالصلاةِ على أنبياءِنا ) .
جنَّةُ الأحلااام تلك التي تُوردُ أبطالَها دَهاليزَ الكسلِ والضَّجر .. جنَّةُ الحَنانِ ساحةَ الهَيامِ لِسُكارى العِشقِ وثَمالى الأماني والهَذيان .. جنَّةَ الوُعودِ وتترعرعُ دونَ ماءِ في مواطنِنا ( شِكُّها جاهزٌ ) وحتماً رصيدُه بح 😂، ولا بأسَ بالتلاعبِ قليلا بشكل حُروفِ المواعيد لنتحصَّلَ على ( العَواميد ) التي يُومئُ لها مرمى المقال، تُذكِرُني الكلمَةُ بالذي خرجَ بمظاهرةٍ ليُندَّدَ بأمرٍ ما - وكانَ محمولا على كَتِفِ أحدِهم - يَصرخُ يَشجبُ يلطُمُ يَندُب، ولسووووءِ حَظِّهِ !! تَبيَّنَ لهُ أنَّ حَامِلَهُ كانَ جلاَّدِهِ إذ أنَّهُ يُمَثِّلُ السُّلطَةَ التي كانت ( تُسَبُّ وتُشجَب ) 😜 .
(يذوبُ حِبري بالصلاةِ على الهادي أحمد )
جَنَّةُ العواميدُ روايةٌ مُقتَبَسةٌ عن شِعاراتِ الإنتخاباتِ التي تُعَلَّقُ عليها، تَسلُبُّ منكَ اللُّبَّ تَسُرُّ لكَ العينَ وتُدهِشُ أيضاً فيكَ القَلبُ، تأخذُكُ قليلاً نحو - جَنَّةِ الأرضِ - المزعومةُ حيثُ ( الخَضَارُ اليابس، والخُضارُ الذَّابِلَةُ، والفواكِهُ المُنتِنَةُ، والتسالي القاسيةُ، والحلوى العَفِنَه )، لستُ أدري لمَ يُطيلونَ أمدَ الفترةِ بينَ الإنتخابات - أربع سنوات - كثيرٌ والله ؟! ينبغي أن تكونَ سَنويةً إذ أنَّ تلكَ الشِّعاراتِ لا تُعلَّقُ لأكثرَ من شَهرٍ ونَيِّفٍ وتأتيكَ الأمانةُ تُطالبُ بإزالَتِها فتَتَحسَّرُ عليها، تماماً كما تَحسَّرَ (عادل إمام) على السَّاندويشةِ التي ألقاها أحَدُهُم على الأرضِ وكانَ عادل ينوي التقاطَها لأكلها - كان يُمَثِّلُ دورَ الشَّحات - فسارعَ عاملُ النَّظافةِ بالتقاطها ! فقال عادل - هِيَّ حَبَكِت النَّظافةُ دِلوَئتي - 😂 !!.
بالمناسبةِ هل الكلمةُ الأصَحُّ ( الشَّحاتُ ) أمِ ( الشَّحادِ ) ؟ كونَها باتت طَقساً مظلِّلاً لسماءِنا ! دُمتم بِجَنَّه .

ليست هناك تعليقات