الخالق



 بقلم الأستاذة // عزة عبد النعيم
الخالق
ورد اسم الله الخالق في القرآن الكريم في موضع واحد هو قوله تعالى :
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) الحشر
الخالق في اللغة اسم فاعل للذي يخلق ، فعله خلق يخلق خلقا ، و الخلق أصله التقدير المستقيم ، و يستعمل في إبداع الشيء من غير أصل ، و لا مثال سابق ، و في إيجاد الشيء من الشيء ، و في معني الجعل ، و ذلك إذا أسند للأدميين.
و الخالق سبحانه وتعالى هو الذي أوجد جميع الأشياء بعد أن لم تكن موجودة ، و قدر أمورها في الأزل بعد أن كانت معدومة ، و هو الذي ركب الأشياء تركيبا ، و رتبها بقدرته ترتيبا ، كما أنه العالم بما يخلقه قبل إنشائه ، المقدر له ، و لا خالق سواه ، و لم يشاركه في الخلق أحد ، و لا يحتاج أصلا لمن يساعده في ذلك ، و هو القادر علي الخلق بعد الموت ، بل هو أهون عليه في معيار العقل ، و أن كان الكل بالنسبة لقدرته سواء ، ثم إن خلقه دون أدوات أو وسائط أو قوالب ، إنما هو بقول كن ، فيستوي عنده خلق الذرة و المجرة ، و هو الذي خلق المخلوقات علي غاية الإتقان و الإحكام .
و تخلق العبد بموجب هذا الاسم يستلزم الإيمان بأن الله تعالي سيخلق ما قدره بمشيئته و قدرته ، و الإيمان بقدر الله ، و العمل بشرعه ، و أن يعلم أنه ميسر لما خلق له ، و يشكر لخالقه بعمله و طاعته في كل جزء من بدنه ، و الإيمان بأن الخالق في أوصافه يختلف عن المخلوق ، فلا يزينن له الشيطان أن يخضع الخالق لأحكام المخلوق ، بل يستعيذ بالله من نزغه و وسواسه ، و التفكر في مخلوقات الله تعالي ليستدل ب المخلوق علي وجود الخالق ، و وحدانيته و حكمته و قدرته ، و لا يحتقر شيئا من مخلوقاته مادام خالقها .
اللهم يا ربنا الخالق ... نسألك صدق العبودية لك و حسن التخلق بمعاني اسمك الخالق

عزة عبدالنعيم

ليست هناك تعليقات