حدث ذات يوم
محمد بتش"مسعود/يكتب.........
حدث ذات يوم
مساء ذات ربيع أخضر,هناك في قمة الجبل,حيث زرقة السماء الممتدة وأشعة الشمس تنساب بهدوء على الحشيش الذي زينته ورود كثير
كُنتَ تجلسُ لوحدكَ تحرسُ نعاجا معدودة,صديقكَ الشيخ الذي ألفتَ صحبته تناديه ‘جدّي‘ يتراءى لك قادما مع عنزاته. جلسَ إليك كعادته, لم يتكلـّم هذه الأمسية, بدا عليه أنه يفكر في شيء ما ,لاحظت َعليه ذلك.
أحدثَ شيء يا جدي؟ بقي صامتا, إحترمتَ صمته...رفع رأسه ناظرا إليك...إيه ياولدي...إنـّها الذكرى...حدثَ ذلك ذات يوم..كنـّا نيـّام, إهتزّ الباب بطرقاتٍ وحشيةٍ غاضبة,أفقنا مذعورين,دخل العسكر ككلابٍ ضاريـّة تبحث عن لقمة...مسكوا زوجتي...جرّوها من ثوبها وهي تصرخ, مسكها أحدهم من شعرها,
أين إبنك الفلاّق؟كنتُ رافعا يدي, تكلـّمتُ بخوف,ليس صحيحا ما تقول, سقطتُ أرضاعندما فاجأني أحدهم بضربة من مؤخرة بندقيته, بعثروا كل شيء..قتلوا حماري الوحيد..عند مغادرتهم أخذو إبني ذو الأثني عشر ربيعا.
ليلة كاملة,نواح وعويل زوجتي يملآن البيت. هرع إلينا الجيران. عندما تنفـّس الصبح وطلع النهار, دورية عسكرية تدخل القرية, عمّ الهلع والرعب في النفوس,توقـّفت الدورية أمام بيتي,وضعوا أمام البيت جثة إبني ثم إنصرفوا...إيه الكلاب قتلوه..نعم قتلوه,إرتمتْ عليه أمّه...أحسستُ بزلزال في أعماقي...إستغفرتُ...إنـّه القضاء الإلهي...تجمّع الناس حولي...زغاريد النسوة تعلوا.دفنـّا الولد وعدنا إلى البيت...تدمع عين الشيخ تأثـّرا...طأطأ رأسه..لم ينبس ببنت شفة.كانت الشّمس تميل إلى الغروب,نبـّهتُ الشيخ بصوت رقيق,لقد حان وقت العودة إلى البيت ياجدّي,رفع رأسه والدمع في عينيه..نعم يا ولدي...هيا
بقلم : محمد بتش"مسعود"
الجزائر
ليست هناك تعليقات