صباح الخير
أسمهان خليل /تكتب........
صباح الخير
صغار غنينا لمواسم القطاف ولم أكن من حفظة الغناء الذي كانت تشرع به معلمة روضتي .حال جلوسنا على تلك الكراسي الخشبية في غرفة الروضة الباردة .. فالنعاس ما زال يعشش في عيني وحنجرتي المبحوحة نوعا ما ... وأتظاهر بالنشيد حتى اتقي حث المعلمة لي او اتهامها لي بالتقصير ...
وظلت مع الأيام بضع اغنيات او مقتطعات تتردد في تلافيف الدماغ ..
ومن القطع التي لم انساها ولا اعرف لماذا أرددها كلما اشتريت البرتقال ..
برتقالك يا يافا اطيب من الكنافة وفاتني ان أذكر ارتباط هذا المقتطع وراء ترديد كلمة يافا ...
وبعفوية ترديدي لم أذهب بعيدا لأن يافا عروس البحر الفلسطنية كانت تعرف أغراس البرتقال وزرعها العرب فيها في القرن الثامن عشر حسب ما افاد احد الرحالة واستنادا الى المؤرخ الفلسطيني مصطفى مراد الدباغ في كتابه المملكتان الحيوانية والنباتية في بلادنا فلسطين .
برتقال اسم اطلقه العرب علىمدينة اسمها بورتوس كاله تعرف اليوم باسم اوبورتو ثم اطلقوه على جميع مملكة البرتقال الحديثة وقد وقعت هذه في ايدي العرب ايام الفتح الاندلسي .
ويعتبر محصول 1938__1939 اكبر محصول انتجته بلادنا وكان 16 مليون صندوق برتقال..
واليوم يافا تجلس على حافة البحر .. ترخي الجدائل التي ابيضت انتظارا للمراكب العائدة من تصدير البرتقال ...
وتبكي عليها ارض البرتقال الحزين كما همس غسان كنفاني بصوت مبحوح وحنجرة هدها النعاس من سهد ليل ارقه ... وبرد غربة عن الوطن...
ليل غربة واحتلال ويافا وأخواتها ينتحبن ...لكننا سنبقى نغني.. ونردد..
وراء غسان ورفاقه .. دعما و... ليبق الصوت عاليا مهما كان المنع والجور :برتقالك يا يافا اطيب من الكنافة ....
نهاركم سعيد لا تزعلوا يا عشاق الكنافة فان النابلسية منها شهية المذاق حلوة مثل حلاوة برتقال يافا .
ليست هناك تعليقات