سمفونية نشاز

السعدية خيا تكتب
 سمفونية نشاز
يموت الجنين
وتسلب أعمار
الأب معطوب
والطفل مرعوب
ينظر عمره،
في يد نشال
يتوارى خلف قناع
وهم الإبداع
يسمع الصبي الأنين
وفي كل حين
يرقب لحظة الوداع
فيحمله الحنين
إلى ماض مسلوب
تقول: هذا دين!
أتخترع الأوهام؟
خنت أمانة المعبود
ولم تلزم حدودا
أمرت بالعمار
فاخترت الدمار
بعقلك ثقوب
خرقت العهود
وتجولت في البدع
قطفت الورود
وخربت الضيع
أجيالك تحمل...
حقائب التشرد
تحرث حقول السؤال
تواجه صفع الصقيع
هل تركت لها أن تعود؟
بيتا،سقفا،أو وقود؟
حطب مدفاة،أو عود؟
أم تفضل أن تضيع؟
أبدعت في العزف
وفي وضع الألحان
سمفونيتك نشاز
تفقد الأذهان
سلامة المزاج
فقت المعهود
وحطمت الأمان
متى كان التقطيع
بأمر دين؟
ومتى كانت العبادة
رقاب العباد؟
تضرب الهامات
بعكاز عميان
كالذي أذهب بصره الزمان
وتزهق أرواحا
خلقها الرحمان
سفاح بقاع
صانع ارتياع
لا تملك حس الفنان
التي بيدك:الهامة!
وليست الكمان
تلك التي تداعب
هل هي الأوتار؟
بل إنها خيوط دم
تسيل من جسد...
طفل ،شيخ، أم ...
كيان إنسان
يا عازف أبشع نغم

السعدية خيا/المغرب

ليست هناك تعليقات