نواح القصب






الشاعر علاء الغريب /يكتب 


{ نواح القصب }

يا ريح العمر زغرِد
على أوراق خريفي المتجعدة
فرغم حلاقات أعراسك على جسدي
وعزفك الأخير المنفرد
ما زالت بقايا أوراقي 
على عرس الرحيل متمردة
.... لن أدع سيفك العابس المجرّد 
يحني ويقطع ظهري 
فما زال على فِنانِ عمري
طائر الروح  يُغرّد
ويأكل من ثِماري الهجُودة بـ تؤدة
فقد زارني ذات مساءٍ مُكتحلا
بخيوط من نور 
( رجل القنطور )
من السماء مُرتحلا 
رأى فراشات ليلي
من بين الغيوم ... تحوم مُنشدة
وتجول في ميدان سمائي طروبة تميل
گ حوّمة الخيل  
تُراقص نهدات عزف قنديلي 
فطرق باب عمري ونادَ لي
ما بال فراشاتگِ
يحوم حولهم يعسوب أربد
وأنتِ في داخلگِ السكون قد ربد
قولي لي ... فليس بيننا الأن أحد
هل أعياگِ الوَبَد
أم أصاب غبار الربيع عينيك بـ الرمد
أم هو صقيع كهف سنينگِ
رسم خطوط وجعه
على جبينگِ  وتجمّد
ألا تخافي أن يُطفئ قنديلگِ
ويلف فراشاتگِ بـ منديلگِ الأسود
ويحفر لهم داخل أوراق خريف أيامگ مرقدا
قلت .... ويحك أيها النجم الملحد
كل همّك طلاسم تفاصيلي
هذا لا يعني لي ... فقل لي
إن شاخت الروح ما نفع الجسد
فهناك وجوه يغار منها الورد
داخل قلوبها تعشعش طيورالظلام
على حطام صِبا السنين
وشياطين ... من ماء وطين
على أقواس تيجانها الحقد يعربد
أما أنا يا سيدي 
أنظر الى وجه فيضي
فما زال سلسبيله على مبسمي يهدد
أنا النخل الفارد
إن لفحت وجهي مناديل الريح 
أطعمت بنت الشمس الرطب
أنا القصب 
إن مالها الدهر تمايلت
وناحت للدهر طرب
أنا الطهر .... من ينابيع قلبي
توضأ ومن ماء كوثره قد شرب
أنا راهبة من أجل إيمانها
أكل من نعالِ أقدامها الدرب
فقل بربك ..... ما نفع المعبد 
بدون ناسكة متعبّدة !؟
فكيف أخاف الأن
من يعسوبِ أسود متمرد   
هذا ما أكرمني به الله
فهل أكرم من الله احد
فقال نجم الشمال .... لله الكمال
وَيحْگِ .... 
لقد أصبتِ قلبي بمقتلٍ
وخرَّ على الأرض ولله  سجد

علاء الغريب / كاتب صحفي
              2017 / 1 / 16

ليست هناك تعليقات