عرس بمن حضر






الشاعر الاديب رسمي خير /يكتب 


عرس بمن حضر 
==========
قالت له ....وهي تتمشى أنيقة في هندامها
حافية القدمين كشجرة في الخريف لا أوراق لها 
أنا امرأة 
كيف لهذا الزمان له أن يمضي ولا أرى سوى عجوز 
يغازل وردة في ظلام الليل 
حلي بها أن تفرد جناحيها مغردة في الفضاء 
فهناك أرواح ملائكية أقامت الأفراح 
ودعت سادة القوم للحضور 
واذا بهم كلهم دعاة دين وشيوخ 
غضبت السماء وأغلقت أبوابها 
واذا بطفل يسوق القوم الى أعلى الجبال 
كقطيع غنم ..وهو يعلم ان خلفها 
ذئب مفترس له من الزمان زمان 
اصطحبت سيدتي الغلام على تلة مملوؤة بالحمام 
لم أستطع تميز ألوانه ...أختلط بأشلاء سادة القوم 
حتى الشمس أصابها الكسوف .....
والقمر اعتكف وطال خسوفه 
والسماء اكتست بألوان الأرض 
العجوز لا يزال جالس على صخرة هناك 
أبهرني بمداعبته لزهرة الزنبق .....
بماذا تفكر ؟؟؟؟
و أنت تتساوى بمن تحت الثرى 
وكلب من حولك يتبول عليك وأنت تبتسم لهذا الحال 
فهو أفضل ما كان 
أقلم صاحببنا عرس قوامه سيدة وطفل 
وبعض زهور الأقحوان 
وصنع مزمارا من أغصان شجر لتسمع السماء 
وصداه يصل الى مراكب في وسط البحار 
هي الأخرى فقدت بوصلة التعريف بها 
وطيور بالقرب من نهر جفت مياهه 
تنتظر تتدفق الماء لتروي عطشها 
العرس لم يكتمل أركانه فليس هناك شيخ يدون عقدهما 
طال الأنتظار ...واذا بالعجوز تبرع بذلك 
لم يتبق الا شاهدين 
قالت السيدة ....ليكن القمر والنجوم 
تبسم الطفل انه وجد مخرج ليحتفل بزواجه 
وهو يرتدي قميص ملطخ بدماء القوم 
صنع من أكمامه ربطة عنق حمراء ليكتمل فرحهما 
رقصت السيدة حتى العجوز شاركهما 
وقبل وداعهما قال لهما 
سلام لكم .....الى أين ؟؟؟؟؟لم يعد لك زهرة تداعبها ؟؟؟
قال .....هناك دعوة لي لعرس على شاطئ البحر يقام 
والعروس سيدة هكذا لقبها 
والمراكب اقتربت لترسوا على شواطئها 
==============
بقلمي الأديب د. رسمي خير 
من كتاب تحت الطبع

ليست هناك تعليقات