*** إنْ تَنْتَخِبْ ... *** البسيط ***




 الشاعر الالق حسن علي محمود الكوفحي ..يكتب ...

*** إنْ تَنْتَخِبْ ... *** البسيط ***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنْ تَنْتَخِبْ تَكْتَئبْ حَتْماً أخي أبَدا
وَوِزْرُ مُنْتَخَبٍ يُدْني الْعَذابَ غَدَا
شِبْنا ذَهاباً إلى الصّنْدوقِ مِنْ أمَلٍ
شِبْنا مُكابَرَةً والصَّوْتُ كانَ سُدَى
مَنْ قالَ مِنْهُمْ نَعَمْ يَوْماً ويَقْصِدُها
مَنْ قالَ مِنْهُمْ بِ لَا يَوْماً وَقَدْ رَشَدا
قَوْمٌ بِلا نَعَمٍ .. واللّا لَهُمْ كَذِبٌ
لَوْلا الْغَنيمَةُ فَرّوا لَنْ تَرى أَحَدا
هَلَّا سَلَخْتُمْ لِباسَ الْجوعِ عن وَطَنٍ
حتّى يكونَ هَوَى الْأوْطانِ مُلْتَحَدا
أمْ أنَّ لِلْحُرِّ مُنْذُ الْيَوْمِ مَنْزِلَةٌ
تَسْمو بِفِكْرٍ .. وَصارَ الرَّأْيُ مُعْتَمَدا
طافَتْ عَميقاً بِي الْأفْكارُ مُثْخَنَةً
دَمُ الْغُروبِ على الْأنحاءِ مَدَّ يَدا
كمْ مِنْ دُهورٍ مَضَتْ مِنْ غَيْرِ مَوْعِظَةٍ
يُسْتَنْسَخونَ كما ( التَّدْويرِ ) ما نَفَدا
تُقَطِّعونَ صِلاتِ الرَّحْمِ في لَعِبٍ
لا خَيْرَ مِنْكُمْ فَقيرُ الْقَوْمِ قَدْ وَجَدا
شَيْخُ الْقَبيلَةِ مَنْ في قَلْبِهِ وَطَنٌ
كَجَنَّةٍ لا تَرى في عِطْفِها نَكَدا
هذا الْكَبيرُ بأزْمانٍ يُشَرِّفُنا
وَالْيَوْمَ خَوْفٌ وَتَجْهيلٌ لَنا وَأَدا
عَبْدٌ لِأطْماعِهِ يَطْغَى إذا نَقَصَتْ
يَبْغي السِّيادَةَ خَتَّارٌ لِمَنْ حَمَدا
عَلامَ حَفْلٌ إذاً في غَيْرِ مَوْضِعِهِ
قامَ الْجَميعُ بِرَقْصٍ ذَوَّبَ الْجَسَدا
والصَّرْفُ مُتَّسِعٌ وَالْمالُ مِنْهُ أذى
وَالْكِذْبُ أهْلَكَ أمْوالاً لَكمْ لِبَدا
ما كانَ قِرْشٌ لَكُمْ يَوْماً لِيَذْبَحَنا
تَرْوِيضُكمْ صَيَّرَ الْإنْسانَ مُزْدَرَدا
يا مَنْ مَسَخْتُمْ عَفافَ النَّفْسِ في بَشَرٍ
تَبَّتْ أيادٍ لَكمْ تَسْقيهِمُ الزَّبَدا
يا مَنْ جَعَلْتُمْ بِلادَ الْعُرْبِ مَزْرَعَةً
لِلْغَربِ .. والْقَتْلُ فيها كانَ مُعْتَقَدا
إنَّ السَّعيدَ قَضَى نَحْباً بِلا سَبَبٍ
أوْ عاشَ مُسْتَعْبَداً فيها وَمُضْطَهَدا
إنْ تَنْتَخِبْ يا أخي فَلْتَنْتَخِبْ قَمَراً
يَجْلو هُمومَكَ ثَغْرٌ لَنْ تَرى كَمَدا
ما أحْسَنَ الْعَيْشَ كالْأغْنامِ في دَعَةٍ
في مَسْلَخِ الْحُبِّ إنّا نَظْلِمُ الْأسَدا !!!
تَجَاوَزَ الْحُبُّ في الْأشْياءِ مَنْطِقَها
أحْبِبْ عَدُوَّكَ مَنْ في الْعِرْضِ قَدْ لَبَدا
في غُرْفَةِ النَّوْمِ لِلْأضْيافِ مَرْتَعُهُمْ
قَامَ الْعَدُوُّ بِحِضْنِ الْحِبِّ أوْ قَعَدا
لَمْلِمْ ثِياباً لِعَوْراتٍ لَقَدْ نُحِرَتْ
طُهْرُ الْبَغايا لِأقْوامٍ غَدا سَنَدا
وَيا لِحُبٍّ بأوْطانٍ لَقَدْ نَهَضَتْ !!
فَالْحبُّ ماتَ !! وَحُكْمٌ لِلْهَوَى رَبَدا
صَحِّحْ مَسارَكَ فَوْراً لا تَكُنْ عِوَجَاً
فَالِاسْتِقامَةُ مِثْلُ النَّرْدِ قَدْ وَرَدا !!
بَياضُ ثَوْبِكَ في الْأفْكارِ مَسْخَرَةٌ
هَيَّا لِثَوْبِ الْمَعالي إذْ بَدى رَفَدا
فَالْكلُّ قَامَ لِثَوْبِ الْأمِّ مَزَّقَهُ
فَخُذْ نَصيبَكَ من عُرْيٍ غَدا بَدَدا
كُلُّ الْأيادي بَغَتْ لِلنَّفْسِ خارِطَةً
حُدودُنا نِعْمَةٌ كانت لِمَنْ قَصَدا
حُدودُنا نِعْمَةُ الْأعْدا لَنا وُهِبَتْ !!
ما نَفْعُ جِسْمٍ عَليلٍ قَلْبُهُ فَسَدا ...
وَاللهِ قَدْ ضَلَّ أقْوامٌ وَما رَشَدوا
فَضَيَّعوا والِداً فيها وَما وَلَدا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي / حسن علي محمود الكوفحي .. الأردن / إربد

ليست هناك تعليقات