ما عدت أفكر





الشاعره ماريا غازي //تكتب 


ما عدت أفكر ...
في ليلة غضبة من سوادها
في قمر عزف عن بث نوره
أو بومة ...كتمت حسها..
و برد مصطك عند العتبات
و مدفئة ترقبه بنارها ...برد أشد منه هي لا سلامات
ما عدت أفكر
في قطرات ندى تراصت على الزجاج
ودت  لو ...لو جاءها طيف أطل ثم غاب
و سرير موحش ...تغطيه ملاءة عذاب
و وسادة اغرقها ...سيل مجهول
و تنكر الدمع من التهمة ...جزع مذهول
ما عدت أفكر 
كيف هو الربيع مجهول الوجهة؟
و كم من زهرة ..زينت حدوده؟
و كم من مهر ...ولد بخضرته ؟
و هل برزت الشمس ضاحكة ؟
و كم لاحت ألوان السماء ..؟.معها متصالحة
ما عدت أفكر 
في كم القصائد التي كتبتها أو سأكتب؟
مهما أطلت ...حبري منتحر مكتئب
و ورقتي ثيب ...ما خيرت
و قلمي هارب ...دون حكم مسبق
و أنا ...و أنا ...و هذا الضجيج من الحروف نعترف..
ما عدت أفكر
ماهو التوقيت عندكم الآن؟
و هل صليتم عشاء أو راودكم نوم بالهيام؟
كيف كان نور الغرفة؟
و هل تراها و هي مظلمة ...مخيفة؟
كم همس الليل و أنتم نيام؟
ماعدت أفكر
كيف ستعانقون الصباح؟
و أغار ...أغار و الغيرة أمر مباح
و عليك اللعنة يا قهوة ساخنة
تراودين الشفاه ...بحنكة كماجنة..
ما عدت أفكر
في تضحيات جمة
و لدغات اشتياق سامة
و عقارب ساعتي ...و ساعتي أمام اللقيا جثة متنكرة جاثمة
و كلماتي إذ تتنافس أيها أسمى
ما عدت أفكر
كيف تقتلني التفاصيل؟
و آتيكم في موتي أدعي حياة و تهليل
كم سباني الانتظار
و هجرني لاجئة عنوة ...بعد الانكسار
و نجوت ...على مخيمات حسرتي
أقلب بعض نعم و شكر للأقدار
من فرط صبابتي ...و كذا غيضي
اصطبرت على النار
ثم جئتها ...بنفس لاهب فيه شكر و عتاب
ما عدت أفكر
كيف أنساك؟
و هل عمر بي أم هدني هواك؟
و كيف بها ...تراودني كل لحظ ذكراك؟
و أنا ...استحلت حطاما أم ما أصابني على إثر جفاك
ما عدت أفكر ...
كيف عشقتك هذه الروح 
و كيف فكرت و أقسمت آنفة أن تعيش لولاك؟
ما عدت أفكر ..
ماكثة في وحدي إلى حين
رغم شح المسرات
و تشابه السنين..!

----------------------
ما عدت أفكر ...
ماريا غازي
الجزائر 2017/10/18

ليست هناك تعليقات