الوشاح


الأستاذ الشاعر تامر ابو دية يكتب ///الوشاح///

💟🎀الوِشاح 🎀💟
................................................
كُنت بَين النار و الرَصاص و قنابِل الأصوات
فأعتَنَقني وِشاحاً عَليه نَقشٌ و رسومَات

لونهُ كَالكوفِية و عُطرهُ يَفوح كَالنَسمات
إلتَقَطتهُ وما أَن وَقَفت تَلعثَمتُ بِالآهات

رَأيت عُيون لَم أرى مِثلَها طِوال الحَياة
و وجهٍ صَبوحٍ يُشع نوراً كَأنهُ كُل الفاتِنات

فَقُلت سَيدتي هذا وِشاحك يُشبهك بِالصِفات
فَقالَت هو لَك ضَعهُ لِثاماً مِن دَمع الغازات

و رَحلَت تِلك الجَميلة ولا أدري بِأي الطُرقات
فَاشتَد الحَجر و الرَصاص و اشتَدت المُواجَهات

فَبرُغم النَار لَم يُفارقُني سِحر تِلك النَظرات
كَأنها مَلاكٌ أتى مِن النُور و مِن فَوق السَموات

و وَضَعت الوِشاح لِثاماً و لَم تَهزني الرَصاصات
بِرُغم اللَظى و بِرغم الحَرب لَم أعرف سُبات

أضرِب حَجري و ذاكرتي مَع وِشاح الذِكريات
لَم تَبتَعد عَني صاحِبته بِأي وَقتٍ مِن الأوقات

إحتَفظت بِالوشاح كَرمزٍ أُقاوِم بِه الغارات
و أنتَظر في كُل مَرة أنها قَد تَأتي بِأي اللَحظات

و مَرت أيام و أيام و أنا أعيش التَخَيلات
أقول رُبما اليَوم تَأتي أو غداً أو بَعد ساعات

فَأصبحت صاحِبة الوِشاح لي أُمنية الأمسيات
و عُطرُها لَم يَزل عالِقاً بي رُغم كُل المسافات

لا أدري كَم تَبعتَد عَني لكِنها قَريبةٌ لِلنبضات
فَهي بَين القَلب و العَقل فَهي وطَنية الذات

و لازِلت في كُل لِقاء النار ألبس الوِشاح بِالأزمات
أقول لَعلَها تَأتي و تَعرفني مِن بَين الإِصابات

لَن أنسى نَظَاراتها و لَن تَغيب عَني حتى المَمات
سَأبقى أقاوِم بِوشاح تِلك الجَميلة كُل السَنوات

سَتَبقى في ذاتي إلى الأبد هِي كُل الأمنيات
سَياتي يوماً نَلتَقي و سَأخبرها عَن الثَورات
..............................................................
✍ {بِـقَلَمـ الشَاعِر: تامر أبودية}...

ليست هناك تعليقات