الشاعر بشير عبدالماجد بشير// رَمـادُ الأَمَـاني

الشاعر بشير عبدالماجد بشير  // يكتب .....

رَمـادُ الأَمَـاني
****
إِنَّ عَـيْشي كلَّهُ يـومٌ مُـكَـرَّر
لا جَديدٌ تحتَ شَـمسِ العُمرِ يُذكَرْ
يُقبلُ الصُّبحُ ويَـمضي مثلَما جاءَ
بِـوجْه ٍ خـامِـدِ الـعَـينَـينِ أَغْـبَرْ

ويَـجيىءُ الَّليلُ فـي أَثْوابِ شَيخٍ
عَـاجِـزِ الـخَطو ِ إِذا سَـار تَـعَـثَّرْ

ضِقْتُ ذَرْعاً يا نَديـمي واعْتَرتْني
يَـأْسَـةٌ كُبرى وقَلبي قد تَـحَـجَّرْ

خانَ أَشواقي وأَحْلامي وأَعيانـي
عُـقُـوقـاً .. وجَـفـاءً . وتَـنَـكَّـرْ

كان يوماً هَادِرَ الأَعماقِ مَـفتوناً
وكان الـنَّـبْضُ مِرنَانـاً وأَخْـضَـرْ

كم دَعانـي لرُكوب ِالبحرِ مَزْهُوَّاً
وبي فـي صَاخِبِ الأَمواجِ أَبْـحَرْ

لا يُبالي الرِّيحَ للمجهولِ يَمضي
صَامِداَ من عاصِفِ الأَنْواءِ يَسْخَرْ

كم مَضيْنا في دُروبٍ عَرَّشَ الوَردُ
عـلَيها والـهَـوى رَوَّى وأَسْـكَـرْ

والـعصافيرُ تَـغَـنَّتْ والفراشاتُ
تـَراقَصْنَ على الـبُسـتان أَزهَـرْ

كلُّ هذا قد تَـوارى يـا نَديـمي
والـشَّبابُ الغَـضُّ ولَّى وتَبَعـثرْ

ضاعَ فـي الأَوهام ما اسْـتمتَعتُ
إلاَّ بِسَرابٍ غَرَّ طَرفي حين أَبْصَرْ

كلَّما قلتُ تَـدانـى رَاحَ يـنأَى
تَـاركاً ثَـغْـراً ظَمِـيئَاً يَـتَحَسَّرْ

والأماني جمرُها أَضْحى رَماداً
بَـعدما ظـلَّ زمَـانـاً يَـتَسَـعَّـرْ

يا نَديمي هَزَّني الحُزنُ وأَضْناني
وعَـقلي فـي مَتاهـاتٍ تَـحَـيَّـرْ

ما الَّذي في مقبِلِ الأَيَّامِ يَـأْتـي
هل تُرى أَلمَحُ نَجمي حين يَظْهَـرْ

ومَتى ؟ قد طالَ تَحْديقي بـهذي
الـظُّلمةِ الظَّلماءِ تَطْويني وتَقْـهَـَرْ

والأَسَى كَحَّلَ عَينَـيَّ وأَجْـفانـي
جَـفاهـا الـدَّمـعُ مِمَّا قـد تَـحَـدَّرْ

ضاعَ عُـمري لو سِواهُ ضاعَ ما
كُنتُ أُبالي بَلْ وكان الأَمْرُ أَيْسَـرْ

هل يُـباعُ الـعُمرُ يا هذا فَيُشْرى
أَم تُـرى رَكْـبُ الـمَنايا يَـتَأَخَّــرْ

أَم يَـعودُ الـد َّهـرُ بـي أَدْراجَـهُ
أَزْمَـانَ أَنْ كُـنتُ فَـتِيَّـاً أَتَـبَـختـرْ

لا تَلُمْني يا نَديمي إِنْ وَهى صَبري
فَـخَطْبي من جَـميلِ الصَّـبرِ أَكْـبَرْ .

*****
من ديوان ( اشتات مجتمعات

ليست هناك تعليقات