الأخر

صورة ‏‎Azza Abd El Naeim‎‏.
 عزة عبدالنعيم  // تكتب

الأخر
لم يرد اسم الله الآخر في القرآن الكريم إلا في موضع واحد هو قوله تعالى :
( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) 3 الحديد .
و أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال : ... اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، و انت الآخر فليس بعدك شيء ، و انت الظاهر فليس فوقك شيء ، و انت الباطن فليس دونك شيء ، أقضي عنا الدين ، و أغننا من الفقر .
الأخر لغة اسم فاعل لمن إتصف بالآخرية، فعله أخر يأخر آخرا ، و الأخر ما يقابل الأول .
و الاخر سبحانه و تعالي هو المتصف بالبقاء ، و لا يلحقه فناء ، الذي ليس بعده شيء ، و الباقي بعد فناء الخلق ، يفني الخلق ، و لا يبقي غيره ، و أما خلود أهل الجنة و النار ، فهو خلود ليس ذاتيا كبقاء الله تعالي ، بل هو بإبقاء الله تعالي لهم ، و هو ذو الصفات الباقية التي لا تفني ، فعزته ، و رحمته ، و قدرته ، و ملكه ، و قوته ، و غيرها من صفات الله تعالى باقية ببقائه ، ملازمة لذاته ، و هو الذي تنتهي إليه أمور الخلائق كلها ، يتصرف بما يشاء ، و يحكم فيهم بما يريد ، و لا معقب لحكمه ، و لا راد لقضائه ، و إليه مرد الخلق و أعمالهم .
و تخلق العبد بموجب هذا الاسم أن يجعله العبد منتهي غايته ، و لا يتخذ بعده غاية و مطلوبا ، فيقدمه علي كل محبوب ، و يقدم أمره علي كل أمر ، و لا يطلب رضا غيره إلا إذا كان موصلا لرضاه ، و يعتمد عليه وحده ، فله إنتهت الأسباب و المسببات ، و يحسن أعماله ، فمنتهاها إليه ، و يعود بإفتقاره إليه ، و يجعل المرجعية في فعله الي ما إختاره الله تعالي ، فإن سبحانه مالك الإرادات ، و رب القلوب و النيات ، فليطلب الهداية و التوفيق منه وحده ، و يسعي لنجاته في اليوم الآخر ، و الفوز فيه بقرب الله تعالي و ثوابه .
اللهم يا ربنا الآخر ... نسألك صدق العبودية لك و حسن التخلق بمعاني اسمك الآخر .
عزة عبدالنعيم
تعليق

ليست هناك تعليقات